| | خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الأول | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عماد عبد السلام المشرف المبدع
الجنس : الابراج : عدد الرسائل : 1249 الموقع : الدوحة العمل/الترفيه : محامي نقاط التميز : 11 نقاط : 34862 تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| موضوع: خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الأول الجمعة 15 مايو 2009 - 19:03 | |
| خواطر الشيخ الجليل / محمد متولى الشعراوى
رحمه الله
قوله تعالى
]{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً "23"}
سورة الإسراء)
وهذا توجيه وأدب إلهي يراعي الحالة النفسية للوالدين حال كبرهما،
وينصح الأبناء أن يكونوا على قدر من
والأدب والرفق الذكاء والفطنة في التعامل مع الوالدين في مثل هذا السن.
الوالد بعد أن كان يعطيك وينفق عليك أصبح الآن محتاجاً إليك،
بعد أن كان قوياً قادراً على السعي والعمل أصبح الآن قعيد البيت أو طريح الفراش، إذن: هو في وضع يحتاج إلى يقظة ولباقة وسياسة عالية،
حتى لا نجرح مشاعره وهي مرهفة في هذا الحال.
وتأمل قول الله تعالى: {فلا تقل لهما أفٍ .. "23" } (سورة الإسراء وهي لفظة بسيطة أقل ما يقال، وهذه لفظة قسرية تخرج من صاحبها قهراً دون أن تمر على العقل والتفكير، وكثيراً ما نقولها عند الضيق والتبرم من شيء، فالحق سبحانه يمنعك من هذا التعبير القسري، وليس الأمر الاختياري. و(أف) اسم فعل مضارع بمعنى: أتضجر، وهذه الكلمة تدل على انفعال طبيعي، ولكن الحق سبحانه يحذرك منه، ويأمرك بأن تتمالك مشاعرك، وتتحكم في عواطفك، ولا تنطق بهذه اللفظة. ومعلومة أنه سبحانه إذا نهاني عن هذه فقط نهاني عن غيرها من باب أولى، ومادامت هي أقل لفظة يمكن أن تقال. إذن: نهاني عن القول وعن الفعل أيضاً. ثم أكد هذا التوجيه بقوله: {ولا تنهرهما .. "23" } (سورة الإسراء)
والنهر هو الزجر بقسوة، وهو انفعال تالٍ للتضجر وأشد منه قسوة، وكثيراً ما نرى مثل هذه المواقف في الحياة،
فلو تصورنا الابن يعطي والده كوباً من الشاي مثلاً فارتعشت يده فأوقع الكوب فوق سجادة ولده الفاخرة، وسريعاً ما يتأفف الابن لما حدث لسجادته، ثم يقول للوالد من عبارات التأنيب ما يؤلمه ويجرح مشاعره. إذن: كن على حذر من التأفف، ومن أن تنهر والديك،
كن على حذر من هذه الألفاظ التي تسبق إلى اللسان دون فكر، ودون تعقل. ثم بعد أن هذا النهي المؤكد يأتي أمر جديد ليؤكد النهي السابق:
]{وقل لهما قولا كريماً "23"} (سورة الإسراء)[/
وفي هذا المقام تروى قصة الشاب الذي أوقع أبوه إناء الطعام على ثيابه، فأخذ الولد يلعق الطعام الذي وقع على ثوبه وهو يقول لوالده:
أطعمك الله كما أطعمتني، فحول الإساءة إلى جميل يحمد عليه.
والآخر الذي ذهب يتمرغ تحت أقدام أمه، فقالت له: كفى يا بني، فقال: إن كنت تحبينني حقاً فلا تمنعيني من عمل يدخلني الجنة.
والقول الكريم هنا نوع من التصرف واللباقة في معاملة الوالدين خاصة حال الشيخوخة التي قد تقعد صاحبها، أو المرض الذي يحتاج إلى مساعدة الغير،
والأولاد هم أولى الناس بإعالة الوالدين في هذه الظروف،
حيث سيبدو من الإنسان ما لا يصح الإطلاع عليه إلا لأولاده وأقرب الناس إليه. وهب أن الوالد المريض أو الذي بلغ من الكبر عتياً يريد أن يقضي حاجته، ويحتاج لمن يحمله ويقعده ويريحه، وينبغي هنا أن يقول الابن لأبيه:
هون عليك يا والدي،
وأعطني فرصة أرد لك بعض جميلك علي، فلكم فعلت معي أكثر من هذا.
وهو مع ذلك يكون محباً لوالده، رفيقاً به، حانياً عليه لا يتبرم به،
ولا يتضجر منه، هذا هو القول الكريم الذي ينتقيه الأبناء في المواقف المختلفة.[/
فمثلاً: قد يزورك أبوك في بيتك وقد يحدث منه أن يكسر شيئاً من لوازم البيت، فتقول له في هذا الموقف: فداك يا والدي، أو تقول: لا عليك لقد كنت أفكر في شراء واحدة أحدث منها. أو غيره من القول الكريم الذي يحفظ للوالدين كرامتهما، ولا يجرح شعورهما.
وكثيراً ما يأتي المرض مع كبر السن، فترى الوالد طريح الفراش أو مشلولاً ـ عافنا الله وإياكم ـ لذلك فهو في أمس الحاجة لمن يخفف عنه ويواسيه، ويفتح له باب الأمل في الشفاء ويذكره أن فلاناً كان مثله وشفاه الله، وفلاناً كان مثله وأخذ الله بيده، وهو الآن بخير، وهكذا. ومع هذا، كن على ذكر لفضل الوالدين عليك، ولا تنس ما كان عندهما حال طفولتك من عاطفة الحب لك والحنان عليك، وأن الله تعالى جعل هذه العاطفة الأبوية تقوى مع ضعفك، وتزيد مع مرضك وحاجتك، فترى الابن الفقير محبوباً عن أخيه الغني، والمريض أو صاحب العاهة محبوباً عن الصحيح، والغائب محبوباً عن الحاضر، والصغير محبوباً عن الكبير، وهكذا على قدر حاجة المربي يكون حنان المربي. إذن: نستطيع أن نأخذ من هذا إشارة دقيقة يجب ألا نغفل عنها، وهي: إن كان بر الوالدين واجباً عليك في حال القوة والشباب والقدرة، فهو أوجب حال كبرهما وعجزهما، أو حال مرضهما. ثم يرشدنا الحق سبحانه إلى حسن معاملة الوالدين،
فيقول: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "24" ) (واخفض): الخفض ضد الرفع. (جناح الذل): الطائر معروف أنه يرفع جناحه ويرفرف به، إن أراد أن يطير، ويخفضه إن أراد أن يحنو على صغاره، ويحتضنهم ويغذيهم وهذه صورة محسة لنا، يدعونا الحق سبحانه وتعالى أن نقتدي بها، وأن نعامل الوالدين هذه المعاملة، فنحنو عليهم، ونخفض لهم الجناح، كناية عن الطاعة والحنان والتواضع لهما،
وإياك أن تكون كالطائر الذي يرفع جناحيه ليطير بهما متعالياً على غيره. وكثيراً ما يعطينا الشرع الحكيم أمثلة ونماذج للرأفة والرحمة في الطيور، ويجعلها قدوة لنا بني البشر. والذي يرى الطائر يحتضن صغاره تحت جناحه، ويزقهم الغذاء يرى عجباً، فالصغار لا يقدرون على مضغ الطعام وتكسيره، وليس لديهم اللعاب الذي يناولانهم غذاءهم جاهزاً يسهل بلعه، وإن تيسر لك رؤية هذا المنظر فسوف ترى الطائر وفراخه يتراصون فرحة وسعادة. إذن: قوله تعالى: {جناح الذل .. "24" } (سورة الإسراء) كناية عن الخضوع والتواضع، والذل قد يأتي بمعنى القهر والغلبة، وقد يأتي بمعنى العطف والرحمة، يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه
أذلة على المؤمنين .. "54"} (سورة المائدة) فلو كان الذلة هنا بمعنى القهر لقال: أذلة للمؤمنين، ولكن المعنى: عطوفين على المؤمنين. وفي المقابل {أعزة على الكافرين .. "54" } (سورة المائدة) أي: أقوياء عليهم قاهرين لهم. وفي آية أخرى يقول تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. "29" } (سورة الفتح) لأن الخالق سبحانه لم يخلق الإنسان رحيماً على الإطلاق ولا شديداً على الإطلاق، بل خلق في المؤمن مرونة تمكنه أن يتكيف تبعاً للمواقف التي يمر بها، فإن كان على الكافر كان عزيزاً، وإن كان على المؤمن كان ذليلاً متواضعاً.
عدل سابقا من قبل عصام في السبت 16 مايو 2009 - 0:27 عدل 1 مرات (السبب : تعديل المظهر) | |
| | | ميورة عضو نشيط
الجنس : عدد الرسائل : 72 نقاط التميز : 0 نقاط : 28468 تاريخ التسجيل : 05/03/2009
| موضوع: رد: خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الأول السبت 16 مايو 2009 - 20:49 | |
| | |
| | | الاميرة شوق عضو مجتهد
الجنس : الابراج : عدد الرسائل : 35 نقاط التميز : 0 نقاط : 28086 تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الأول السبت 16 مايو 2009 - 20:52 | |
| رائعة جدا يا اخ عصام مشكور | |
| | | | خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الأول | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| » خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الثاني » البلاء ,,,,,,,,,,,بين القنوط والرضاء الجزء الأول » سماع الأغاني في الآخرة الجزء الأول » طالوت وجالوت الجزء الأول » الطب النبوي,,,,,,, سبحان الله الجزء الأول
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
احصائيات | هذا المنتدى يتوفر على 8275 عُضو. آخر عُضو مُسجل هو شارلك فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 22884 مساهمة في هذا المنتدى في 4716 موضوع
|
المصحف الإلكتروني |
|
المواضيع الأخيرة | » ماأجمل القصة , ما أروع الفيلم ,, فيلم لم يراه أحد لعمر الشريف , أتمنى أن تقرأو القصة ستعجبكم ,, مرفق صور أبطال الفيلمالإثنين 1 فبراير 2021 - 6:54 من طرف عماد عبد السلام» ماروع ان تبتسم وفي عينيك دمعهالإثنين 14 ديسمبر 2020 - 6:32 من طرف عماد عبد السلام» سجل دخولك للمنتدى بذكر الله ****تسبيح****الخميس 17 أكتوبر 2019 - 13:06 من طرف دموع ساجده» تهنئة بمناسبة شهر رمضان الكريمالأربعاء 15 مايو 2019 - 7:47 من طرف عماد عبد السلام» فيلم ألماني به مشهد انشقاق البحر للنبي موسى عليه السلام وبعض المعجزات الأخرى والتي ذكرت في القرآن - رائع ,,, سبحان ربي العظيم الكبير المتعاليالجمعة 15 مارس 2019 - 18:16 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة عيد الفطر المباركالسبت 16 يونيو 2018 - 21:57 من طرف عماد عبد السلام» هل تعرفون ما معني ''اللهم صل علي سيدنا محمد'' ؟الجمعة 16 يونيو 2017 - 11:40 من طرف عماد عبد السلام» فرصة رائعة للتمتع بالإستثمار الآمن بإذن الله الخميس 8 يونيو 2017 - 15:12 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة لأعضاء و زوار المنتدى السبت 6 مايو 2017 - 13:25 من طرف عماد عبد السلام» حبايبي واصحابي واحلى ايامي اللي ما انساهاالسبت 29 أبريل 2017 - 3:49 من طرف عماد عبد السلام» نداء إلى الأدمن السيد عصام المحترمالثلاثاء 24 يناير 2017 - 22:49 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة قرب حلول عيد الفطرالأحد 3 يوليو 2016 - 2:41 من طرف عماد عبد السلام» بلغوا عني و لو آيهالأربعاء 8 يونيو 2016 - 21:08 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المعظمالجمعة 3 يونيو 2016 - 14:04 من طرف عماد عبد السلام» الوقوع في النميمة دون أن تدري و التسبب في القطيعةالجمعة 1 يناير 2016 - 19:18 من طرف عماد عبد السلام» مواقف وطرائف ألبرت آينشتاينالخميس 10 ديسمبر 2015 - 23:15 من طرف عماد عبد السلام» قصة مدير السجن ملك التعذيب الرجل الذى تحدى الله فماذا حدث معه الجمعة 10 يوليو 2015 - 14:26 من طرف عماد عبد السلام» هل مؤخر الصداق دين في ذمة الزوج ؟ أنشروها ,,, الكثيرون لايعلمون هذه المعلومةالجمعة 10 يوليو 2015 - 14:20 من طرف عماد عبد السلام» علامات الإخلاص والرياء ,,, بلغوا عني ولو آيهالجمعة 10 يوليو 2015 - 14:18 من طرف عماد عبد السلام» الأفوكادو و علاج مرض السرطانالخميس 9 يوليو 2015 - 14:50 من طرف عماد عبد السلام» ما هي علامات الإنسان الرحيمالجمعة 26 يونيو 2015 - 12:31 من طرف عماد عبد السلام» نداء إلى الأدمن السيد عصام المحترمالجمعة 22 مايو 2015 - 17:10 من طرف عماد عبد السلام» ثورة 25 يناير,, ثورة شباب مصر الشرفاء ,, الملحمة ضد الخوف والفسادالجمعة 22 مايو 2015 - 17:03 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة الأول من شعبانالثلاثاء 19 مايو 2015 - 20:44 من طرف عماد عبد السلام» قلوب .........قلوب .....قلوبالإثنين 30 مارس 2015 - 20:39 من طرف المحبة في الله |
تدفق ال | |
|