|
| خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الثاني | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عماد عبد السلام المشرف المبدع
الجنس : الابراج : عدد الرسائل : 1249 الموقع : الدوحة العمل/الترفيه : محامي نقاط التميز : 11 نقاط : 35117 تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| موضوع: خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الثاني الجمعة 15 مايو 2009 - 18:47 | |
| ونرى وضوح هذه القضية في سيرة الصديق أبي بكر والفاروق عمر رضي الله عنهما، وقد عرف عن الصديق اللين ورقة القلب والرحمة، وعرف عن عمر الشدة في الحق والشجاعة والقوة، فكان عمر كثيراً ما يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تصادم بأحد المعاندين: "إئذن لي يا رسول الله أضرب عنقه". وعندما حدثت حروب الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان لكل منهما موقف مغاير لطبيعته، فكان من رأي عمر ألا يحاربهم في هذه الفترة الحرجة من عمر الدعوة، في حين رأى الصديق محاربتهم والأخذ على أيديهم بشدة حتى يعودوا إلى ساحة الإسلام، ويذعنوا لأمر الله تعالى فقال: "والله، لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لجالدتهم عليه بالسيف، والله لو لم يبق إلا الزرع". وقد جاء هذا الموقف من الصديق والفاروق لحكمة عالية، فلو قال عمر مقالة أبي بكر لكان شيئاً طبيعياً ينسب إلى شدة عمر وجرأته، لكنه أتى من صاحب القلب الرحيم الصديق ـ رضي الله عنه ـ ليعرف الجميع أن الأمر ليس للشدة لذاتها، ولكن للحفاظ على الدين والدفاع عنه. وكأن الموقف هو الذي صنع أبا بكر، وتطلب منه هذه الشدة التي تغلبت على طابع اللين السائد في أخلاقه.فيقول تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. "24" } (سورة الإسراء) إذن: الذلة هنا ذلة تواضع ورحمة بالوالدين،ولكن رحمتك أنت لا تكفي،فعليك أن تطلب لهما الرحمة الكبرى من الله تعالى: ]{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً "24" } (سورة الإسراء) لأن رحمتك بهما لا تفي بما قدموه لك،ولا ترد لهما الجميل،وليس البادئ كالمكافئ،فهم أحسنوا إليك بداية وأنت أحسنت إليهما رداً؛لذلك ادع الله أن يرحمهما، وأن يتكفل سبحانه عنك برد الجميل،وأن يرحمهما رحمة تكافئ إحسانهما إليكوقوله تعالى: {كما ربياني .. "24" } (سورة الإسراء) كما: قد تفيد التشبيه، فيكون المعنى: ارحمهما رحمة مثل رحمتهما بي حين ربياني صغيراً. أو تفيد التعليل: أي ارحمهما لأنهما ربياني صغيراً، كما قال تعالى: {واذكروه كما هداكم .. "198" } (سورة البقرة)و(ربياني) هذه الكلمة أدخلت كل مرب للإنسان في هذا الحكم، وإن لم يكن من الوالدين، لأن الولد قد يربيه غير والديه لأي ظرف من الظروف، والحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً، فإن رباك غير والديك فلهما ما للوالدين من البر والإحسان وحسن المعاملة والدعاء. وهذه بشرى لمن ربى غير ولده، ولاسيما إن كان المربي يتيماً، أو في حكم اليتيم. وفي: {ربياني صغيراً "24" } (سورة الإسراء) اعتراف من الابن بما للوالدين من فضل عليه وجميل يستحق الرد. وبعد ذلك يأتي الحق سبحانه في تذييل هذا الحكم بقضية تشترك فيها معاملة الابن لأبويه مع معاملته لربه عز وجل، فيقول تعالىربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا "25" )وقد سبق أن تكلمنا عن الإيمان والنفاق، وقلنا إن المؤمن منطقي مع نفسه؛ لأنه آمن بقلبه ولسانه، وأن الكافر كذلك منطقي لأنه كفر بقلبه ولسانه،أما المنافق فغير منطقي مع نفسه؛ لأنه آمن بلسانه وجحد بقلبه. [size=21]وهذه الآية تدعونا إلى الحديث عن النفاق؛ لأنه ظاهرة من الظواهر المصاحبة للإيمان بالله، وكما نعلم فإن النفاق لم يظهر في مكة التي صادمت الإسلام وعاندته، وضيقت عليه، بل ظهر في المدينة التي احتضنت الدين، وانساحت به في شتى بقاع الأرض، وقد يتساءل البعض: كيف ذلك؟ نقول: النفاق ظاهرة صحية إلى جانب الإيمان؛ لأنه لا ينافق إلا القوي، والإسلام في مكة كان ضعيفاً، فكان الكفار يجابهونه ولا ينافقونه، فلما تحول إلى المدينة اشتد عوده، وقويت شوكته وبدأ ضعاف النفوس ينافقون المؤمنين. لذلك يقول أحدهم: كيف وقد ذم الله أهل المدينة، وقال عنهم: ]{ومن أهل المدينة مردوا على النفاق .. "101"} (سورة التوبةنقول: لقد مدح القرآن أهل المدينة بما لا مزيد عليه، فقال تعالى في حقهم]: {والذين تبوؤا21] الدار والإيمان .. "9" } (سورة الحشر]) وكأنه جعل الإيمان محلاً للنازلين فيه]. {يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .. "9"} (سورة الحشرفإن قال بعد ذلك{ومن أهل المدينة مردوا على النفاق .. "101"} (سورة التوبةفالنفاق في المدينة ظاهرة صحية للإيمان؛ لأن] الإيمان لو لم يكن قوياً في المدينة لما نافقه المنافقون. ومن هنا جعل الله المنافقين في الدرك الأسفل من النار، لأنه مندس بين المؤمنين كواحد منهم، يعايشهمويعرف أسرارهم، ولا يستطيعون الاحتياط له، فهو عدو من الداخل يصعب تمييزه. على خلاف الكافر، فعداوته واضحة ظاهرة معلنة، فيمكن الاحتياط له وأخذ الحذر] منه21] . ولكن لماذا الحديث عن النفاق ونحن بصدد الحديث عن عبادة الله وحده وبر الوالدين؟ الحق سبحانه وتعالى أراد أن يعطينا إشارة دقيقة إلى أن النفاق كما يكون في الإيمان بالله، يكون كذلك في بر الوالدين، فنرى من الأبناء من يبر أبويه نفاقاً وسمعة ورياءً، لا إخلاصاً لهما، أو اعترافاً بفضلهما، أو حرصاً عليهما. ولهؤلاء يقول تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم .. "25" } (سورة الإسراء) لأن من الأبناء من يبر أبويه، وهو يدعو الله في نفسه أن يريحه منهما،فجاء الخطاب بصيغة الجمع: (ربكم) أي: رب الابن، ورب الأبوين؛ لأن مصلحتكم عندي سواء، وكما ندافع عن الأب ندافع أيضاً عن الابن، حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه. وقوله: {إن تكونوا صالحين .. "25" } (سورة الإسراء) أي: إن توفر فيكم شرط الصلاح، فسوف يجازيكم عليه الجزاء الأوفى. وإن كان غير ذلك وكنتم في أنفسكم غير صالحين غير مخلصين،فارجعوا من قريب، ولا تستمروا في عدم الصلاح،بل عودوا إلى الله وتوبوا إليه. ]{فإنه كان للأوابين غفوراً "25"} (سورة الإسراءوالأوابون هم الذين اعترفوا بذنوبهم ورجعوا تائبين إلى ربهم. وقد سبق أن أوضحنا أن مشروعية التوبة من الله للمذنبين رحمة من الخالق بالخلق؛ لأن العبد إذا ارتكب سيئة في غفلة من دينه أو ضميره، ولم تشرع لها توبة لوجدنا هذه السيئة الواحدة تطارده، ويشقى بها طوال حياته، بل وتدعوه إلى سيئة أخرى، وهكذا يشقى به المجتمع. لذلك شرع الخالق سبحانه التوبة ليحفظ سلامة المجتمع وأمنه، وليثري جوانب الحياة فيه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واّله وصحبه أجمعيناللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبى فى الجنة ولا تجعل منا طالب حاجه الآ أعطيته أياها فأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى اللهم على حبيبك ونبيك محمدأمين....
عدل سابقا من قبل عصام في السبت 16 مايو 2009 - 0:30 عدل 1 مرات (السبب : تعديل المظهر) | |
| | | ميورة عضو نشيط
الجنس : عدد الرسائل : 72 نقاط التميز : 0 نقاط : 28723 تاريخ التسجيل : 05/03/2009
| موضوع: رد: خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الثاني السبت 16 مايو 2009 - 21:04 | |
| | |
| | | | خواطر رائعة ,,,,,, الجزء الثاني | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
احصائيات | هذا المنتدى يتوفر على 8275 عُضو. آخر عُضو مُسجل هو شارلك فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 22884 مساهمة في هذا المنتدى في 4716 موضوع
|
المصحف الإلكتروني |
|
المواضيع الأخيرة | » ماأجمل القصة , ما أروع الفيلم ,, فيلم لم يراه أحد لعمر الشريف , أتمنى أن تقرأو القصة ستعجبكم ,, مرفق صور أبطال الفيلمالإثنين 1 فبراير 2021 - 6:54 من طرف عماد عبد السلام» ماروع ان تبتسم وفي عينيك دمعهالإثنين 14 ديسمبر 2020 - 6:32 من طرف عماد عبد السلام» سجل دخولك للمنتدى بذكر الله ****تسبيح****الخميس 17 أكتوبر 2019 - 13:06 من طرف دموع ساجده» تهنئة بمناسبة شهر رمضان الكريمالأربعاء 15 مايو 2019 - 7:47 من طرف عماد عبد السلام» فيلم ألماني به مشهد انشقاق البحر للنبي موسى عليه السلام وبعض المعجزات الأخرى والتي ذكرت في القرآن - رائع ,,, سبحان ربي العظيم الكبير المتعاليالجمعة 15 مارس 2019 - 18:16 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة عيد الفطر المباركالسبت 16 يونيو 2018 - 21:57 من طرف عماد عبد السلام» هل تعرفون ما معني ''اللهم صل علي سيدنا محمد'' ؟الجمعة 16 يونيو 2017 - 11:40 من طرف عماد عبد السلام» فرصة رائعة للتمتع بالإستثمار الآمن بإذن الله الخميس 8 يونيو 2017 - 15:12 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة لأعضاء و زوار المنتدى السبت 6 مايو 2017 - 13:25 من طرف عماد عبد السلام» حبايبي واصحابي واحلى ايامي اللي ما انساهاالسبت 29 أبريل 2017 - 3:49 من طرف عماد عبد السلام» نداء إلى الأدمن السيد عصام المحترمالثلاثاء 24 يناير 2017 - 22:49 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة قرب حلول عيد الفطرالأحد 3 يوليو 2016 - 2:41 من طرف عماد عبد السلام» بلغوا عني و لو آيهالأربعاء 8 يونيو 2016 - 21:08 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المعظمالجمعة 3 يونيو 2016 - 14:04 من طرف عماد عبد السلام» الوقوع في النميمة دون أن تدري و التسبب في القطيعةالجمعة 1 يناير 2016 - 19:18 من طرف عماد عبد السلام» مواقف وطرائف ألبرت آينشتاينالخميس 10 ديسمبر 2015 - 23:15 من طرف عماد عبد السلام» قصة مدير السجن ملك التعذيب الرجل الذى تحدى الله فماذا حدث معه الجمعة 10 يوليو 2015 - 14:26 من طرف عماد عبد السلام» هل مؤخر الصداق دين في ذمة الزوج ؟ أنشروها ,,, الكثيرون لايعلمون هذه المعلومةالجمعة 10 يوليو 2015 - 14:20 من طرف عماد عبد السلام» علامات الإخلاص والرياء ,,, بلغوا عني ولو آيهالجمعة 10 يوليو 2015 - 14:18 من طرف عماد عبد السلام» الأفوكادو و علاج مرض السرطانالخميس 9 يوليو 2015 - 14:50 من طرف عماد عبد السلام» ما هي علامات الإنسان الرحيمالجمعة 26 يونيو 2015 - 12:31 من طرف عماد عبد السلام» نداء إلى الأدمن السيد عصام المحترمالجمعة 22 مايو 2015 - 17:10 من طرف عماد عبد السلام» ثورة 25 يناير,, ثورة شباب مصر الشرفاء ,, الملحمة ضد الخوف والفسادالجمعة 22 مايو 2015 - 17:03 من طرف عماد عبد السلام» تهنئة بمناسبة الأول من شعبانالثلاثاء 19 مايو 2015 - 20:44 من طرف عماد عبد السلام» قلوب .........قلوب .....قلوبالإثنين 30 مارس 2015 - 20:39 من طرف المحبة في الله |
تدفق ال | |
|