عصام المدير العام
الجنس : عدد الرسائل : 4626 الموقع : الدوحة - قطر العمل/الترفيه : ادارة منتدى قمرين نقاط التميز : 372 نقاط : 138373 تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: قصة وزير الملك يونان (( قصص أطفال)) جزء ثاني الثلاثاء 2 يونيو 2009 - 13:28 | |
| فقال الملك وقد ازعجه كلام الوزير : ما نصيحتك ؟ فقال : ايها الملك الجليل , قد قالت القدماء : من لم ينظر فى العواقب فما الدهر له بصاحب , وقد رايت الملك على غير صواب حيث انعم على عدوه , وعلى من يطالب زوال ملكه , وقد احسن اليه واكرمه غاية الاكرام , وقربه غاية القرب , وانا اخشى على الملك من ذلك . فانزعج الملك , وتغير لونه , وقال له : من الذى تزعم انه عدوى واحسنت اليه ؟ فقال له : يا ايها الملك , ان كنت نائما فاستيقظ , فانا اشير الى الحكيم دويان فقال له الملك : ان هذا صديقى , وهو اعز الناس عندى لانه دوائى بشئ قبضته بيدى , وابرأنى من مرضى الذى عجزت فيه الاطباء , وهو لا يوجد مثله فى هذا الزمان فى الدنيا غربا وشرقا فكيف انت تقول عليه هذا المقال , وانا من هذا اليوم ارتب له الجوامك و الجرايات واعمل له فى كل شهر الف دينار, ولو قاسمته فى ملكى لكان قليلا عليه , وما اظن انك تقول ذلك الا حسدا قال الملك يونان لوزيره: ايها الوزير انت داخلك الحسد من اجل هذا الحكيم فتريد ان اقتله , وبعد ذلك اندم فقال له الوزير : يا ايها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك اقبح القتلات , وان كنت احسنت اليه وقربته منك فانه يدير فى هلاكك , اما ترى انه ابراك من المرض من ظاهر الجسد بشئ امسكته بيدك فلا تأمن ان يهلكك بشئ تمسكه ايضا . فقال الملك اليونان : صدقت , فقد يكون كما ذكرت ايها الوزير الناصح , فلعل هذا الحكيم اتى جاسوسا فى طلب هلاكى , واذا كان ابرانى بشئ امسكته بيدى , فأنه يقدر ان يهلكنى بشئ اشمه . ثم ان الملك يونان قال لوزيره : ايها الوزير , كيف العمل فيه ؟ فقال له الوزير : ارسل اليه فى هذا الوقت واطلبه , فان حضر فاضرب عنقه , فتكفى شره , وتستريح منه , واغدر به قبل ان يغدر بك . فقال الملك يونان : صدقت ايها الوزير . ثم ان الملك ارسل الى الحكيم فحضر وهو فرحان ولا يعلم ما قدره الرحمن , فقال له الملك : اتعلم لماذا حضرت ؟ فقال الحكيم : لا يعلم الغيب الا الله تعالى . فقال له الملك : احضرتك لاقتلك واعدمك. فتعجب الحكيم دويان من تلك المقابلة غاية العجب , وقال : ايها الملك , لماذا تقتلنى ؟ واى ذنب بدا منى ؟ فقال له الملك : قد قيل لى انك جاسوس , وقد اتيت لتقتلنى , وها انا اقتلك قبل ان تقتلنى . ثم ان الملك صاح على السياف , وقال له : اضرب رقبه هذا الغدار وارحنا من شره . فقال الحكيم : ابقنى يبقيك الله , ولا تقتلنى يقتلك الله . ثم انه كرر عليه القول فقال الملك يونان للحكيم دويان : انى لا آمن الا ان اقتلك , فانك برأتنى بشئ امسكته بيدى , فلا أمن ان تقتلنى بشئ اشمه , او غير ذلك. فقال الحكيم : ايها الملك , اهذا جزائى منك , تقابل المليح بالقبيح ؟ فقال الملك : لابد من قتلك من غير مهلة . فلما تحقق الحكيم ان الملك قاتله لا محالة بكى وتأسف على ما صنع من الجميل مع غير اهله , وبعد ذلك تقدم السياف وغمى عينيه وشهر سيفه , وقال : ائذن . والحكيم يبكى ويقول للملك : ابقنى يبقيك الله , ولا تقتلنى يقتلك الله , وانشد قول الشاعر : نصحت فلم افلح وغشوا فافلحوا فأوقعنى نصحى بدار هوان فان عشتلم انصح وان مت فانفع لى ذو النصح من بعدى بكل لسان ثم ان الحكيم قال للملك : ايكون هذا جزائى منك , فتجازينى مجازاة التمساح ؟ قال الملك : وما حكاية التمساح ؟ فقال الحكيم : لا يمكننى ان اقولها وأنا فى هذه الحال , فبالله عليك ابقنى يبقيك الله . ثم ان الحكيم بكى بكاءا شديدا , فقام بعض خواص الملك , وقال : ايها الملك , هب لنا دم هذا الحكيم , لاننا ما رايناه فعل معك ذنبا , وما رايناه الا ابراك من مرضك الذى اعيا الاطباء و الحكماء . فقال لهم الملك : لم تعرفوا سبب قتلى لهذا الحكيم , وذلك لانى ان ابقيته فانا هالك لا محالة , ومن أبرانى من المرض الذى كان بى بشئ امسكته بيدى , فيمكنه ان يقتلنى بشئ اشمه , فأنا اخاف ان يقتلنى ويأخذ على جعالة , ةلانه ربما كان جاسوسا وما جاء الا ليقتلنى فلابد من قتله , وبعد ذلك آمن على نفسى . فقال الحكيم : ابقنى يبقيك الله , ولاتقتلنى يقتلك الله . فلما تحقق الحكيم ان الملك قاتله لا محاله , قال له : ايها الملك , ان كان ولابد من قتلى فامهلنى حتى انزل الى دارى , فاخلص نفسى واوصى اهلى وجيرانى ان يدفنونى , واهب كتب الطب , وعندى كتاب خاص الخاص اهبه لك هدية تدخره فى خزائنك . فقال الملك للحكيم : وما هذا الكتاب ؟ قال : يه شئ لا يحصى , وأقل ما فيه من الاسرار اذا قطعت راسى وفتحته وعددت ثلاث ورقات ثم تقرأ ثلاث اسطر من الصحيفة التى على يسارك فأن الرأس تكلمك وتجاوبك عن جميع ما سالتها عنه . فتعجب الملك غاية التعجب . واهتز من الطرب , وقال له : ايها الحكيم : وهل اذا قطعت رأسك تكلمت ؟ فقال : نعم ايها الملك , وهذا امر عجيب . ثم ان الملك ارسله مع المحافظه عليه , فنزل الحكيم الى داره , وقضى اشغاله فى ذلك اليوم , وفى اليوم التانى طلع الحكيم الى الديوان , وطلعت الامراء والوزراء والحجاب والنواب وارباب الدوله جميعا , وصار الديوان كزهر البستان , واذا بالحكيم دخل الديوان ووقف قدام الملك ومعه كتاب عتيق ومكحلة فيها زر ورد وجلس , وقال : ائتونى بطبق . فأتوه بطبق , وكتب فيه بزر ورد وفرشه , وقال : ايها الملك خذ هذا الكتاب ولا تعمل به حتى تقطع رأسى , فاذا قطعتها فاجعلها فى ذلك الطبق , وامر بكبسها على ذلك الزر ورد , فاذا فعلت ذلك فان دمها ينقطع , ثم افتح الكتاب . ففتحه الملك فوجده ملصوقا , فحط اصبعه فى فمه وبله بريقه , وفتح اول ورقة والثانية والثالثة والورق ما ينفتح الا بجهد , ففتح الملك ست ورقات , ونظر فيها فلم يجد كتابة . فقال الملك : ايها الحكيم , ما فيه شئ مكتوب . فقال الحكيم : قلب زيادة على ذلك . فقلب فيه زيادة , فلم يكن الا قليلا من الزمان حتى سرى فيه السم لوقته وساعته , فان الكتاب كان مسموما , فعند ذلك تزعزع الملك وصاح , وقال : سرى فى السم . فأنشد الحكيم دويان يقول : تحكموا فاستطالوا فى تحكمهم وعن قليل كأن الحكم لن يكن لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى عليهم الدهر بالاوقات والمحن واصبحوا ولسان الحال ينشدهم هذا بذاك ولا عتب على الزمن فلما فرغ دويان الحكيم من كلامه سقط الملك ميتا من وقته , فانه لو ابقى الملك يونان الحكيم دويان لابقاه الله ولكن اتى وطلب قتله فقتله الله فبهذا كانت حكاية الحكيم دويان الذى صنع المعروف للملك يونان ولكن حاول الملك قتله لتخوفه منه كما قال له وزيره ولكن فى النهايه مات الملك يونان بدلا من ان يقتل الحكيم ديوان وهذا هو العدل
| |
|