دعاء ختم القرآن للشيخ / عبد الرحمن السديس لعام 1423هجرية
اللهم لك الحمد ... أنت قلت ، وقولك الحق المبين: قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم ، وقلت وأنت أصدق القائلين : ومن أصدق من الله حديثاً ، ومن أصدق من الله قيلاً ... لا إله إلا الله ، المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيماً وتكبيراً ، المتفرد بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً ، المتعالي بعظمته ومجده ، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا ... وصلوات الله وسلامه على من أرسله إلي الثقلين بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ... صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً ، ونحن على ما قال ربنا وخالقنا من الشاهدين ، ولِما أوجب وألزم غير جاحدين ... والحمد الله رب العالمين . اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام ، وعلمتنا الحكمة والقرآن ... اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة ؛ حيث أنزلت علينا خير كتبك ، وأرسلت إلينا أفضل رسلك ، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك ، وجعلتنا من خير أمةٍ أخرجت للناس ، وهديتنا لمعالم دينك الذي ليس به التباس ، ولك الحمد على ما يسَّرْت من صيام شهر رمضان وقيامه وتلاوة كتابك العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد ... لك الحمد كله ، ولك الشكر كله ، وبيدك الخير كله ، وإليك يُرجَع الأمر كله ، علانيته وسره ؛ فأهلٌ أنت أن تُحمَد ، وأهلٌ أنت أن تعبد ، وأنت على كل شي قدير... نحمدك أن أوجدتنا من العدم ، وفضلتنا على سائر الأمم ... سبحان من لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا ، سبحان من خلق الخلْق وأحصاهم عددًا ... اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك ، نواصينا بيدك ، ماضٍ فينا حكمك ، عدلٌ فينا قضاؤك ، نسألك اللهم بكل اسم هو لك : سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيعَ قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا وسابقنا إليك وإلي جناتك جنات النعيم ... اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا ، وعلمنا منه ما جهلنا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا ... اللهم اجعلنا ممن يُحِلُّ حلالَه ، ويُحرِّم حرامَه ، ويعمل بمُحْكَمِه ، ويؤمن بمتشابهِه ، ويتلوه حق تلاوته ... اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده ، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويُضَيِّع حدوده ... اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم ألبسنا به الحُلل ، وأسكنا به الظُّلل ، وأسبغ علينا به النعم ، وادفع به عنا النِقم ، واجعلنا به عند الجزاء من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين ؛ فشغلته بالدنيا عن الدين فأصبح من النادمين وفي الآخرة من الخاسرين ... اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم ، الذي رفعت مكانه ، وأيدت سلطانه ، وبينت برهانه ، وقلت يا أعز من قائلٍ سبحانه : فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه ، أحسن كتبك نظاماً ، وأفصحها كلامًا ، وأبينها حلالاً وحراماً ، مُحكَم البيان ، ظاهر البرهان ، محروسٍ من الزيادة والنقصان ، فيه وعدٌ ووعيد ، وتخويفٌ وتهديد ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد . اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً ، ولأفهامنا جلاءً ، ولأسقامنا دواءً ، ولذنوبنا مُمَحِّصًا ، وعن النار مُخَلِّصًا ، اللهم اجعله حجةً لنا ، اللهم اجعله شافعاً لنا ، اللهم لا تجعله حجةً علينا يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم اجعلنا ممن يُقال له : اقرأ وارْقَ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، واجعل مآلنا إلى أعالي الجنان ، يا ديّان يا منان ... اللهم انقلنا بالقرآن العظيم من الشقاء إلي السعادة ، ومن الذُلّ إلي العِز ، ومن الفقر إلي الغنى ، ومن الإساءة إلى الإحسان ، ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخيرات كلها يا ذا الجلال والإكرام ... اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان ، ولا تجعلنا ممن ساقه القرآن فزُجَّ في قفاه إلي النار يا عزيز يا غفار ...