يحكى أن رجلاً وابنه ذهبا في رحلة صيد
وتتبعا أثر صيد سمينفي وادٍ تحيط به جبال شاهقة
وافترقا للإحاطةبصيدتهم، فأطلق الابن النار على الهدف فأخطأه
فصاح الأب : اللعنة
ورددت الجبال المحيطة صدى صوته مكررة
اللعنة . اللعنة . اللعنة . . . . .
ثم تابعا مسيرهما فوجدا صيدًا آخر، فأطلق الأب النار فأصاب الهدف
صرخ الابن فرحاً
أحبك يا أبي
فرددت الجبال صدى صرخته
أحبك يا أبي ....... أحبك يا أبي
أخذ الابن وأبوه قسطًا من الراحة
قال الأب لابنه
ماذا استفدت يا بني هذا اليوم؟
قال الابن:
هذا الصيد السمين
قال الأب: وماذا غيره؟
تذكر الابنأنه أخطأ الهدف عندما أطلق النار
وقال: أن لا أتسرع فيإطلاق النار على الهدف؟
ابتسم الأب وقال: وغير ذلك؟
قال الابن هذا ما استفدته
قال له الأب:
يا بني .. هناك فائدة أكبر سيبقى أثرها مستمرًا
استغرب الابن وقال: ما هي يا أبي
قال الأب:
عندما صرخت وقلتاللعنة)
ماذا حدث؟
قال الابن:
لقد رددت الجبال صدى ما قلت
قال الأب:
وماذا حدث عندما صرخت أنت (أحبك يا أبي)؟
قال الابن:
لقدسمعنا صداها يتردد عدة مرات أيضًا
قال له الأب:
عندما قلت (اللعنة) سمعناها تتردد
وعندما قلت (أحبك يا أبي) سمعناها مرارًا وتكرارًا
يا بني عندما يصدرمنك كلامًا فتوقع أن يكون الرد شبيها بما تقول
يا بني
نحن نعيش في مجتمع، فاحرصأن تقول الطيب من القول
حتى تسمع مثله أو أطيب منه
هنا دعونا نتأمل قول الباري عز وجل
قال تعالى
(وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)